يشرع الكاتب في حديثه عن الهوة السياسية بتوضيح الفروق من أنواع الحكم المختلفة بقوله : " التمايز السياسي الأبرز بين الدول لا يتعلق بنمط الحكم بل بدرجة هذا الحكم إن الفروق بين الديمقراطية والديكتاتورية هي أقل من الفروقات بين الدول التي يتجسد في سياستها الإجماع والاتفاق والشرعية والتنظيم والفعالية والاستقرار وتلك التي تعاني سياستها من عجز على الصعيد"
[ويلاحظ]على الكاتب ملاحظة كبيرة في هذا السياق إذ أنه تحدث عن الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي بعد ذلك في إطار المقارنة بينها وبين بقية دول العالم من حيث الاتحاد السياسي الذي يتسم بإجماع عارم من قبل الشعب على شرعية النظام. فقد ساوى بين الاتحاد السوفيتي ذي النظام القمعي المستبد الديكتاتوري وبين بريطانيا العظمى والولايات المتحدة في هذه الميزة "الاتحاد السياسي" وفي مزايا عدة منها اشتراك المواطنون وقادتهم في رؤية المصلحة العامة ووجود أحزاب سياسية حسنة التنظيم ودرجة عالية من المشاركة الشعبية وغيرها وهذه المساواة فيها نظر كبير إذ من المعروف بدهيا غياب هذه الميزات وغيرها في نظام الاتحاد السوفييتي وغيره من الأنظمة الشمولية الغير ديمقراطية وهذا قد يجعل من هذه المقارنة مقارنة خاطئة من الأساس فما يبنى عليها خاطئ بالنتيجة...
إرسال تعليق
شكرا جزيلا